احتجاجات جديدة في بنغلاديش رغم الإفراج عن قادة التظاهرات الطلابية

شهدت بنغلادش تظاهرات استمرت عدة أيام وانطلقت في البدء احتجاجاً على تخصيص نسبة من الوظائف الحكومية لشرائح محددة. وأسفرت المواجهات مع الشرطة عن مقتل 206 أشخاص على الأقل الشهر الماضي، وفقًا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً لبيانات الشرطة والمستشفيات.

أعمال العنف هذه والقمع الذي مارسته الشرطة هي الأسوأ منذ تولي رئيسة الوزراء الشيخة حسينة الحكم قبل 15 عامًا، وأثارت استياءً واسع النطاق في الداخل وانتقادات دولية.

بعد يوم من إطلاق الشرطة سراح ستة من أبرز منظمي الاحتجاجات الأولى، حثت مجموعة “طلاب ضد التمييز” على النزول مجدداً إلى الشوارع.

وقالت المجموعة في بيان “نريد العدالة لقتلة أخواتنا وإخواننا”.

استجاب آلاف الشباب في العاصمة دكا ومدينة شيتاغونغ الساحلية للدعوة بعد صلاة الظهر، على الرغم من الأمطار الموسمية الغزيرة.

وهتفت الجموع خارج أكبر مسجد في البلاد في وسط دكا التي يقطنها 20 مليون شخص “لماذا إخواننا في القبور والقتلة في الخارج؟”.

وطالبت “طلاب ضد التمييز” بالإفراج عن قادتها المعتقلين الذين أخرج شرطيون بلباس مدني ثلاثة منهم بالقوة من المستشفى واعتقلوهم الأسبوع الماضي.

وقال الباحث في جامعة أوسلو مبشر حسن لوكالة فرانس برس الخميس إن إطلاق سراحهم عبر عن أن الحكومة تأمل في “تهدئة التوتر” مع المحتجين.

انطلقت المظاهرات في أوائل تموز/يوليو بسبب إعادة تطبيق نظام الحصص الذي أمرت المحكمة العليا بتقليصه منذ ذلك الحين.

وفي حين هناك نحو 18 مليون شاب عاطلين عن العمل، وفقًا لأرقام الحكومة، أثارت هذه الخطوة استياء الخريجين في ظل أزمة توظيف حادة.

ويقول منتقدو نظام الحصص إنه استُخدم لمنح الوظائف العامة للموالين لرابطة عوامي الحاكمة.

ظلت احتجاجات الشهر الماضي سلمية إلى حد كبير إلى أن هاجمت الشرطة ومجموعات طلابية مؤيدة للحكومة المتظاهرين.

وفرضت حكومة حسينة في النهاية حظر تجول على مستوى البلاد ونشرت القوات وحجبت شبكة الإنترنت عبر الهاتف المحمول 11 يومًا لاستعادة النظام.

وأدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل حملة القمع التي شنتها الشرطة عقب ذلك لاستخدامها “القوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين وغيرهم”، وحث على إجراء تحقيق مستقل في تصرفاتها.

وقال وزير داخلية بنغلادش أسد الزمان خان للصحافيين في نهاية الأسبوع الماضي إن قوات الأمن عملت على أساس ضبط النفس لكنها “أُجبرت على إطلاق النار” لحماية المباني الحكومية.

المصدر: فرانس 24