حركة عراقية تثير موجة غضب بالقتل وتقديم القرابين

انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق بخبر إعلان القوات الأمنية في الديوانية عن اعتقال “مسؤول حركة العلاهية” في ذي قار، خلال توجهه من الديوانية إلى كربلاء، لقيامه بقتل اثنين من أقربائه وتقديمهم “قربانا إلى الله” بحسب المعتقدات والطقوس التي تمارسها هذه الطائفة، وهي ليست الحادثة الأولى من نوعها.

وقالت مديرية الاستخبارات في محافظة الديوانية في بيان إن مفارزها ألقت القبض على مسؤول حركة العلاهية في محافظة ذي قار لحظة تواجده في قضاء الحمزة الشرقي متوجها إلى محافظة كربلاء”، مبينة أنه “بعد التحقيق معه، اعترف المتهم صراحة قيامه بقتل شخصين حسب اعتقاده المنحرف قربان لله تعالى ينتميان للحركة نفسها، حيث صدرت بحقه أحكاما قضائية وبعد القبض عليه اعترف صراحة بهذه الأعمال المنحرفة”.

وتعتبر هذه الحركة، محظورة في الدستور والقوانين العراقية، والتي فكرها يقوم على أساس القربان أو التضحية بالنفس، وبموجب ذلك تُجْرى قرعة لاختيار الشخص الذي سيضحي بنفسه.

ويبدو أن هذا الإعلان وبالاسم الصريح للحركة، غير مسبوق ويشير إلى صعودها، فغالبا ما تعلن القوات الأمنية عن اعتقال متهمين ينتمون “لحركات منحرفة” أو متطرفة، بحسب تعبيرها، ويقومون بتوزيع منشورات خلال فترات الزيارات على الزائرين، إلا أن القوات الأمنية غالبا لاتذكر أسماء هذه الحركات.

ودق ناشطون ناقوس الخطر مطالبين الحكومة بالتحرك بسبب تأثير هذه الحركة على المراهقين والشباب، وقالت ناشطة

رجعت ظاهرة في محافظة ذي قار وخاصة منطقة الرفاعي

ظهرت من جديد جماعة تطلق على نفسها اسم “القربان” أو “العلاهية” وتطرح أفكارا وطقوسا غريبة منها الانتحار أو “التضحية بالنفس” كما يسمونه في المناسبات الدينية.

وأثار ظهور هذه الجماعة في محافظة ذي قار قلق الأهالي، لا سيما أن فكرها يقوم على أساس القربان (التضحية بالنفس) في المناسبات الدينية، وبموجب ذلك تجري قرعة لاختيار الشخص المنتحر، أو الذي سيضحي بنفسه.

والآن خمسة شباب مراهقيين ينتح-رون بسبب هؤلاء .

على الحكومة العراقية متابعة الموضوع والا المراهقين في خبر كان.

ودعا ناشط الحركة إلى العودة لله:

رسآلة آلى جمآعة #آلعلآهية و #آلقربآن

نحب آن نذكركم بـقول الرسول صلى آلله عليه وآله وسلم ﴿يآعلي ماعرف آلله آلآ آنآ وآنت وماعرفني آلآ آلله وآنت وماعرفك آلآ آلله وآنآ﴾

وقول آخر﴿يآعلي هلك فيك آثنآن محبٌ غآلٍ ومبغـضٌ قآلٍ﴾

فلآتستغلوآ آلعقول آلبسيطة وآندفآع آلشبآب وترموهم بآلتهلكة

وعلق ناشط ساخرا من تعاليم الحركة المتطرفة:

اول مره اسمع بطائفة “العلاهية”!

يعني نقدر نقول ميني دعشوشه

ولاحظت ناشطة:

القوات الأمنية في الديوانية تعتقل “مسؤول حركة العلاهية” في ذي قار

الملفت في هذه الأيام إنتشار الحركات المنحرفة في العراق

وتشير تقارير إلى أن “العلاهية”، ويطلق عليها أيضا اسم “القربان”، حركة ظهرت في البصرة وذي قار مطلع عام 2020، أسسها شخص مُقيم في إيران يُدعى المولى، وباتت تعرف اليوم بالعلاهية، ويتوزع أتباعها المقدرة أعدادهم بنحو 2500 شخص في محافظات جنوب العراق، وتوجد مقاطع فيديو تظهر نشاط هذه الحركة أثناء أيام محرم وهم يذكرون بأن “علي هو الله”، ولهم لطمية تتضمن عبارات من قبيل: “منو كايل علي الله.. علي خالق ألف الله”.

كما أنهم يشجعون على “الانتحار وقتل النفس في سبيل علي”، وهو الأمر الذي جعل القوات الأمنية تنتبه لخطورة هذه الحركة مؤخرا، وعلق ناشط:

(أبرز طقوسها الانتحار بالقرعة)

جماعة القربان وهي حركة دينية يعتنقها الشباب الذين يعتقدون بألوهية الإمام علي، كما أن فكر هذه الجماعة يقوم على أساس القربان (التضحية بالنفس)

أن “القربان لدى هذه الجماعة يتم من خلال إجراء قرعة بأسماء أتباعها ومن يظهر اسمه في القرعة ينتـ.ـحر.

وذكرت تعليقات سابقة أصول الحركة وتبعيتها وجاء في تعليق:

عبد علي اليعقوبي والذي يسكن في إيران مشهد تحديدا

هذا الشخص هو المسؤول عن تشكيل الحركات المنحرفة فكريآ

مثل المولوية

المهدوية

القربان والذين هم جزء من العلاهية

ولا يستبعد أن يكون هو أحد الاذرع الفكرية

لأصحاب القضية

ويتهم رجال الدين العراقيين الشيعة والأجهزة الأمنية هذه الحركة بالانحراف ومحاولة تمزيق الوحدة والنسيج الاجتماعيين، وتسببها بانتحار الكثير من أعضائها مقدمين أنفسهم قرابين للإله المزعوم (علي)، وفق معتقدهم.

ولم تثر شعارات الجماعة في بداية الأمر حفيظة سكان القضاء ولا حتى الهيئة المعنية بمراقبة ومنح رخص تسجيل مواكب العزاء الحسينية في سوق الشيوخ. وهذا ما أدى إلى توسع الجماعة وتأثيرها في صفوف شباب ذي قار، واتُّهمت الجهات الأمنية المعنية وحتى الهيئات الدينية بالإهمال والتقاعس عن مجابهتها والتزام الصمت حيال ممارسات أعضائها.

وتمثلت نواة الجماعة في بداية الأمر بمراهقين وشبان، واستقطبت بمرور الأيام المئات، وأنشأت مقرا لها في وسط منطقة البطاط في قضاء الشيوخ، للترويج لأفكارها وعقد الاجتماعات التنسيقية بين أفرادها، وبات هؤلاء يُعرفون من خلال الهتافات التي يطلقونها في المناسبات والطقوس التي يجريها الشيعة، وأشهر تلك الهتافات “عليٌ الله….اللهُ علي”، وسط رفضِ من رجال الدين والمجتمع الشيعي بنحو عام، لكن الرفض هذا لم يرق لإجراءات ملموسة إلا بعد تسجيل حالات انتحار.

وقارن ناشطون بين حركة العلاهية والعديد من الطوائف والحركات الدينية الحديثة التي تبعث على التساؤلات حول من ورائها وأسباب ظهورها في السنوات الأخيرة.

ويقول باحثون في التراث الإسلامي إن هذه الحركات والجماعات “المنحرفة” عن الخط الاجتماعي السائد تمثّل “حالة مَرضية” لها أسبابها الداخلية والخارجية، وتؤدي إلى “سلوك شاذ” في فهم الحقائق و”ربما يكون بعضها ضحية صناعة مخابراتية لتشويه فكرة عقائدية وكسر قدسيتها في المجتمع المستهدف”.

ويضيفون أن “القربان” وجماعات أخرى عادت للظهور، خلال الفترة التي تلت سقوط نظام صدام حسين، لكنها عادت بصور متنوعة إلى أن وصلت إلى اعتناق أفكار كالانتحار، في حالة تشبه بعض الجماعات في المجتمع الغربي، وبالتالي فإن الأفكار التي تحملها تلك الجماعات دخيلة على المجتمع العراقي.

ويقول متابعون أن الجهل الذي يعيشه الكثير من الشباب وحالة التردي الكبير في الوعي يفقدهم بصيرتهم، خاصة مع الاندفاع والحماس الذي يجعلهم أكثر تفاعلا وتأثرا بمثل هذه الحركات، لاسيما وأن كثيرا منهم متأثرون بشكل أو بآخر بمفهوم “كل ممنوع مرغوب”.

المصدر: صحيفة العرب