رغم النفي الروسي.. أردوغان: قوات تركية ستشارك بحفظ السلام بكاراباخ
أكد الكرملين، الثلاثاء، أن البيان الثلاثي لزعماء روسيا وأذربيجان وأرمينيا حول وقف القتال في إقليم ناغورنو كاراباخ لا يتضمن أي إشارة إلى إمكانية نشر قوات حفظ سلام تركية في الإقليم، إلا أن أنقرة تصر على أن قواتها ستشارك بحفظ السلام بناغورنو كاراباخ.
ونقل تلفزيون “تي.آر.تي” عربي على “تويتر” عن الرئيس التركي قوله إن “تركيا ستكون إلى جانب روسيا في قوات حفظ السلام في كاراباخ”.
وفي وقت سابق، قال الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، ردا على سؤال صحافي: “ليس هناك كلمة واحدة حول ذلك في نص البيان الذي تم نشره، ولم تتفق الأطراف الثلاثة على ذلك، ولم يتم الاتفاق على وجود الجنود الأتراك في كاراباخ”.
وأضاف تعقيبا على تصريح للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بأن عناصر قوات حفظ سلام تركية سيتم نشرها في كاراباخ بجانب القوات الروسية: “في الحقيقة، كان هناك حديث عن إنشاء مركز الأراضي الأذربيجانية لمراقبة وقف إطلاق النار. وهذا في أذربيجان”.
وردا على سؤال عما إذا كان يقصد بكلمة “الأراضي الأذربيجانية” المناطق التي تسيطر عليها باكو في كاراباخ، قال بيسكوف: “لا، (المقصود) ليس كاراباخ”.
وأشار بيسكوف إلى أن موضوع إنشاء مركز في أذربيجان لمراقبة وقف إطلاق النار في كاراباخ يخضع لاتفاق منفصل.
وذكر بيسكوف أيضا أن الولايات المتحدة وفرنسا، وهما الرئيسان المشاركان لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن التسوية في كاراباخ، لم تشاركا في إعداد اتفاق وقف إطلاق النار، التي تبنته روسيا وأذربيجان وأرمينيا، وقال: “هذا بيان ثلاثي”.
وأضاف أن الاتفاق ينص على إجراءات طويلة المدى نسبيا، مدتها 5 سنوات قابلة للتجديد حال عدم اعتراض أي من الأطراف على ذلك، ومن شأنها ضمان وقف القتال في كاراباخ، وعودة النازحين إلى أماكن إقامتهم، وضمان سلامتهم.
ووصف بيسكوف الاتفاق بأنه “انتصار لشعبي أرمينيا وأذربيجان، لأن بفضله توقفت الحرب”.
وكان علييف قال في إشارة إلى بند في الاتفاق ينص على إنشاء المركز المذكور، إن “هذا المركز سيعمل فيه عسكريون روس وأتراك، وسيكون لتركيا دور رسمي في الجهود المستقبلية لتسوية النزاع ومراقبة وقف إطلاق النار”.
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو مشاركة بلاده في المراقبة على وقف إطلاق النار في كاراباخ، وقال إن المناقشات حول كيفية المراقبة على نظام وقف إطلاق النار لا تزال مستمرة، لكن “عملية المراقبة بأكملها سننفذها بشكل مشترك وسنبقى بجانب أذربيجان مستقبلا”.
وكانت روسيا بدأت بنشر نحو 2000 جندي لحفظ السلام في إقليم ناغورنو كاراباخ بعد الاتفاق الذي وقع تحت إشرافها بين أذربيجان وأرمينيا وأنهى معارك دامية مستمرة منذ ستة أسابيع،
وشوهدت دبابات روسية وقوافل شاحنات عسكرية تنتشر في الجيب الجبلي المتنازع عليه بين باكو ويريفان.
الانتشار الروسي يأتي عقب اتفاق وقعه الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وكذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقد وُضعت النقطة الأخيرة في تسوية النزاع بمنطقة كاراباخ.. أذربيجان سعيدة وأرمينيا متألمة، لكن الطرفين اتفقا على ضرورة حقن الدماء ووقف القتال.
من المؤكد أن روسيا ستنفذ أنشطة حفظ السلام في ناغورنو كاراباخ، إلا أن الاتفاق لم يشر إلى أي دور تركي أو إيراني على الأرض. مع الإشارة إلى أن منصات إعلامية روسية تحدثت عن إمكانية توقيع اتفاقية منفصلة بين موسكو وأنقرة حول هذه المسألة بما يشمل إنشاء نقاط مراقبة.
مراقبون يرون أن الخطوة الروسية قطعت الطريق أمام تركيا التي كانت تطمح إلى دور في منطقة القوقاز، مع الإعلان عن نشر 2000 جندي في الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان.
المصدر: العربية