قلق سوداني من تداعيات حرب تيغراي.. مثلث الموت قد ينفجر
عبر السودان عن قلقه البالغ حيال التأثيرات التي يمكن أن تنجم عن القتال الجاري منذ الأسبوع الماضي بين الجيش الإثيوبي ومقاتلي جبهة تحرير تيغراي، الذين ينشطون في المثلث الحدودي بين السودان وإثيوبيا وإريتريا.
وقال مصدر يعمل في إحدى المنظمات الإنسانية في شرق السودان لـ”سكاي نيوز عربية” إن الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة مرشحة لانفجار كبير إذا لم يتم التوصل سريعا لحل يوقف القتال المحتدم هناك والذي يهدد بتحويل المنطقة إلى مثلث موت يصعب السيطرة عليه.
وأشار المصدر إلى أن سكان القرى السودانية المتاخمة للمثلث يسمعون من وقت لآخر أصوات إطلاق النار في المنطقة، التي يجري فيها القتال داخل الأراضي الإثيوبية، مشيرا إلى أنهم رصدوا دخول عدد من المسلحين والمدنيين إلى داخل الأراضي السودانية هربا من القتال.
وقال وزير الدفاع السوداني، ياسين إبراهيم، عقب اجتماع لمجلس الأمن والدفاع في الخرطوم، الاثنين، إن السودان سيواصل مجهوداته لدعوة الأطراف للتوافق عبر التفاوض، كما حث المجلس المجتمع الدولي للقيام بواجباته تجاه استقرار الإقليم وتعزيز فرص السلام.
وإضافة إلى المخاوف المتعلقة بتدفق اللاجئين ودخول الأسلحة وإنعاش أنشطة الجريمة العابرة للحدود، يقول الخبير الاستراتيجي، أمين إسماعيل مجذوب، إن الصراع الجاري حاليا في إقليم تيغراي الإثيوبي يمكن أن يهدد بقطع الطريق القومي الرابط بالميناء الرئيسي في مدينة بورتسودان، والذي يوفر الإمدادات الغذائية والنفطية حيث تصل مسافة الطريق إلى أقل من 30 كيلومترا من بعض النقاط التي يدور فيها القتال داخل مثلث الموت على الحدود السودانية الإثيوبية الإريترية.
ومنذ مطلع تسعينيات القرن الماضي وحتى 2018 كان لإثنية تيغراي الكلمة العليا في الحكومة الإثيوبية، لكن مع تسلم رئيس الوزراء الحالي، آبي أحمد علي، المنتمي لإثنية الأرومو السلطة تراجعت سلطتها كثيرا مما دفعها للإنزواء في مناطقها وإعلان الحرب على الحكومة المركزية.
ويشكل سكان المناطق القريبة من الحدود السودانية أكثر من ثلث سكان إثيوبيا، البالغ عددهم نحو 110 مليون نسمة منهم نحو 6 ملايين ينتمون للتيغراي، مما يعني احتمال تدفق مئات الآلاف إلى الأراضي السودانية.
ومع اشتداد القتال في الإقليم الممتد مع حدود ولاية القضارف السودانية بطول 100 كلم، أغلقت السلطات السودانية الحدود المتاخمة لولاية كسلا وأرسلت مزيدا من التعزيزات العسكرية منعا للمزيد من التدهور في الأوضاع.
وظلت المنطقة المتاخمة للحدود السودانية الشرقية والتي تنشط فيها جبهة تحرير تيغراي تشكل هاجسا أمنيا وسياسيا كبيرا للسودان منذ أكثر من 6 عقود وهو ما ظهر في وتيرة الصعود والهبوط في العلاقة بين السودان وإثيوبيا طوال تلك الفترة.
وخلال الأشهر الماضية امتد الصراع إلى داخل الأراضي السودانية حيث ظلت منطقة الفشقة السودانية تشهد عددا من الحوادث الأمنية التي راح ضحيتها عدد من الجنود والمدنيين السودانيين.
وفي حين تقول إثيوبيا أن تلك الأحداث تجري بمعزل عن الجيش الإثيوبي وتلقي باللوم في ذلك على المليشيات المعارضة لحكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، إلا أن الحكومة السودانية أكدت مرارا على حقها في تأمين حدودها من أي اختراقات قد تشكل تهديدا أمنيا حقيقيا على شرق البلاد.
وبعد احتدام القتال في إقليم تيغراي، أكد رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، في اتصال هاتفي بنظيره آبى أحمد حرص السودان على الاستقرار في الإقليم الإثيوبي لما يشكله من استقرار للسودان والمنطقة.
وتزيد التوترات في إقليم تيغراي السوداني من المخاطر الحالية في شرق السودان، الذي يشهد هشاشة شديدة في ظل حالة الاستقطاب الحادة بين المكونات الإثنية هناك.
المصدر: سكاي نيوز عربية