وزير خارجية إيران: حل الدولتين صعب وعلى الفلسطينيين العيش في دولة واحدة

رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي فكرة حل الدولتين للقضية الفلسطينية ، طارحاً رؤية بلاده التي تتمثل في دولة واحدة يتعايش فيها جميع السكان الأصليين، مسلمين ومسيحيين، جنباً إلى جنب مع اليهود.

وعلل عراقجي خلال حوار له مع صحيفة مصرية موقف إيران من رفض حل الدولتين بقوله إن هذا الإجراء وفق المفهوم الإسرائيلي سيطرح مجرد “بلدية أو دويلة فلسطينية” منزوعة السيادة والجيش والدبلوماسية المستقلة، مؤكداً ضرورة التعويل على حل مستدام وعادل، علاوة على ضرورة الانتباه إلى ما يجري طرحه من دون ضمانات.

واعتبر أن المفهوم الإسرائيلي لحل الدولتين لن يجلب سلاماً مستداماً لمنطقة الشرق الأوسط بل سيؤجج الصراعات، ملمحاً إلى تفاعل إيران مع الرؤى الدولية التي تدفع نحو عالم متعدد الأقطاب في ظل “أفول الهيمنة الأميركية على العالم”.

وعن الدولة المنتظرة، وفق الرؤية الإيرانية، أوضح عراقجي “في مثل هذه الدولة يتعايش جميع السكان الأصليين الفلسطينيين، مسلمين ومسيحيين جنباً إلى جنب مع اليهود، وعلى أساس استفتاء هؤلاء السكان الأصليين يجرى تقرير مصيرهم ومستقبلهم عبر صناديق ديمقراطية، وهذه الفكرة ليست غريبة بل حققت نجاحاً حين جرى إنهاء الفصل العنصري (أبارتهايد) في جنوب أفريقيا، واليوم يعيش البيض والسود جنباً إلى جنب في ظل نظام ديمقراطي”.

ونوه إلى أن “سيناريو الدولتين سيؤدي إلى استمرار التوترات بين الدولتين المحتملتين، وبالتالي استمرار الصراع”، مشيراً إلى “أن هذا الموقف منا كان انطلاقاً من معطيات وله مبررات، لأنهم لا يريدون دولة فلسطينية ذات سيادة مستقلة وإنما يطرحون نموذجاً لبلدية فلسطينية أو دويلة صغيرة لا تتمتع بسيادة مستقلة، بل تفتقر إلى السيادة ولن يكون لها جيش ولا سيادة مستقلة أو دبلوماسية مستقلة، وهذا ما يقصدونه من طرحهم دولتين، وليس دولة حقيقية”.

وختم حديثه بقوله إن “علينا أن نعول على حل الدولة الواحدة الديمقراطية بدلاً من التسليم بحل الدولتين، ولكن في النهاية نحن ندعم أي قرار يتخذه الفلسطينيون بأنفسهم، ونحن فقط نطرح رؤيتنا”.

و التقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي وصل إلى القاهرة الخميس الماضي في أول زيارة من نوعها منذ أعوام، في إطار جولة داخل الشرق الأوسط وسط مخاوف من مواجهة أوسع في المنطقة مع إسرائيل، كما زار عراقجي السعودية وقطر والعراق ولبنان ضمن جولته داخل المنطقة.

وتتصاعد التوترات تحسباً لهجوم إسرائيلي متوقع على إيران رداً على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.

وكانت العلاقات بين مصر وإيران متوترة خلال العقود الماضية، لكن البلدين كثفا الاتصالات الدبلوماسية رفيعة المستوى منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي مع سعي مصر إلى دور الوساطة، وقد سافر وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى طهران في يوليو (تموز) الماضي لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.

المصدر: اندبندنت عربية