هل تستهدف مليونية الصدر المتظاهرين في العراق؟

يُبدي المتظاهرون في ساحة التحرير ببغداد مخاوفهم من احتمالية تأثير المظاهرة المليونية -التي دعا لها زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر يوم الجمعة للمُطالبة بخروج القوات الأميركية- على حركتهم الاحتجاجية المستمرة منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وتأتي هذه المخاوف بعد أن أعلنت فصائل مُسلحة تأييدها ومُشاركتها في “مليونية” الصدر، وبعضها تشير إليها أصابع الاتهام بالوقوف وراء قتل وترهيب المُحتجين والنشطاء في بغداد والمحافظات الجنوبية.

لكن الصدر بعث لهم تطمينات قبل يومين من مظاهرته “المليونية” وتنبيهات لاتباعه ومن سيُشارك في مظاهراته بعدم الاعتداء على المحتجين ولو بكلمة، وتبرأ من “المليشيات غير المنضبطة” وقال “لا نريدهم في مظاهراتنا” كما نشر حساب صالح محمد العراقي المقرب منه على تويتر.

وفي مقابل المليونية التي دعا لها الصدر والتي ستنطلق الجُمعة في بغداد، بدأ محتجو ساحة التحرير ومن يُساندهم بالمحافظات الجنوبية التحضير لمليونية تُزيد زخم احتجاجهم وتؤكد استمراريته.

هدف السيادة
يقول للجزيرة نت بدر الزيادي النائب عن تحالف “سائرون” الذي يقوده الصدر “المظاهرة المليونية التي دعا لها الصدر ستركز على إخراج القوات الأميركية والتأكيد على أهمية السيادة العراقية، ولن تكون فيها أية أهداف لإنهاء الاحتجاجات في ساحة التحرير” مشددا على “الحرص على ألا تكون هُناك أية مشاكل مع المُعتصمين في الساحات”.

هذه المظاهرة لن تقتصر على أتباع الصدر فقط بل ستشترك فيها فصائل مُسلحة أخرى، منها حركتا “عصائب أهل الحق، النُجباء” وكذلك كتائب حزب الله في العراق التي تُعتبر قوات “نُخبة” في الفصائل الشيعية المُسلحة، مما يُثير مخاوف المُحتجين المدنيين.

موسى رحمة الله أحد أعضاء تنسيقيات المظاهرات بالعراق يقول للجزيرة نت “ساحات الاحتجاج عراقية وليست جزءاً من الصراع الإيراني الأميركي” معتبرا أن الدعوات التي أطلقت للتظاهر “مسيسة” وتابعة لمُحور سياسي مُعين وأطلقت من مدينة ليست عراقية، لذلك “هي بعيدة عن إحتجاجاتنا”.
ويضيف “البعض حاول التغطية على احتجاجاتنا وإيصال رسالة بأنها ذات صبغة حزبية إسلامية وتتبع للمحور الذي يُطالب بإخراج القوات الأميركية، لكننا أكدنا ونؤكد أن احتجاجاتنا عراقية ضد الظُلم الذي نعيشه”.

ممارسة الضغوط
يقول للجزيرة نت رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري “هدف الصدر يتركز على محاولة الضغط شعبياً وسياسياً في ملف إخراج القوات الأميركية من العراق، لكن لا أتصور أن يكون الهدف الرئيسي للصدر إنهاء الحركة الاحتجاجية”.

ولا يستبعد الشمري أن “تكون هناك أطراف أخرى تنضوي تحت المظاهرة المليونية التي دعا لها الصدر تُحاول تقديم أهداف موازية تحت غطاء إخراج القوات الأميركية، منها قمع الاحتجاجات، لكن بالمحصلة لن يستطيعوا إنهاء الاحتجاجات التي تتسع والتي تُدّعم من قبل المرجعية الشيعية بشكل كبير، وحجم التعاطف معها كبير أيضاً”.

ويرى مراقبون أن المظاهرة التي دعا لها الصدر يُمكن أن تؤدي إلى بعض الاحتكاكات مع المُحتجين في الساحات إذا ما وجدوا في مكان واحد، خاصة وأن هُناك حملات تحريض على مواقع التواصل الاجتماعي بـ “طرد” المُعتصمين منها.

المصدر: الجزيرة