مشاركة حماس في لجنة فصائل لإدارة غزة بعد أكثر من عام من الدمار أم حكومة توافق وطني تحظى بثقة المجتمع الدولي توحد القطاع والضفة وتساهم في جهود إعادة غزة إلى الحياة؟… بقلم/ عادل عبد الحميد

بقلم/ عادل عبد الحميد

لقد بحثت اللجنة المركزية لحركة فتح مع حماس إدارة قطاع غزة من خلال تشكيل لجنة خاصة.، ويهدف المقترح إلى تجاوز عقبة إصرار حماس على أن تكون تبعية لجنة إدارة غزة للفصائل وليس للحكومة.

ومن ضمن المقترحات المطروحة تشكيل لجنة من الفصائل تتبع الحكومة الفلسطينية وتكون مهمتها إدارة قطاع غزة.، كما وناقشتا فتح وحماس إمكانية إجراء تعديل وزاري لـ5 وزارات فلسطينية تشارك حماس في تسمية أعضائها.

ولكن ليس من المنطقي وبعد مرور عام من الحرب في قطاع غزة وتدمير البنية التحتية بشكل كامل في شمال القطاع وتسجيل عدد كبير من القتلى والجرحى أن يفتح النقاش حول تكوين لجنة لإدارة شؤون القطاع المدمر تكون حماس جزءا منها بعدما كانت السبب الرئيسي فيها.

حركة حماس وفتح يتفاوضان على إنشاء هذه اللجنة وهم منفصلان عن الواقع بالقطاع تماما حيث ليس لديهما نظرة عن المستقبل فشكليا حركة فتح ترى أن عودتها إلى القطاع يجب أن تتم بالتوافق مع حماس، والأخيرة لا تريد أن تعترف أنه ليس بإمكانها المواصلة في حكم غزة أو أن تحتفظ بالسلاح كما وأن الإتفاق على إدارة قطاع غزة لايتم من خلال لجنة من الفصائل الذين ثبت أنهم جزء من الأزمة التي يعيشها القطاع حاليا.

وفي ظل الظروف الحالية فإن الحل الوحيد هو التركيز على مناقشة تشكيل حكومة توافق وطني توحد القطاع والضفة الغربية ويجب أن تضم شخصيات مستقلة قادرة على إدارة قطاع غزة.

ولا ننسي أن 85 في المائة من الدول التي تقدم مساعدات للقطاع غزة تصنف حماس ضمن خانة المنظمات الإرهابية، وهو ما يجعل “دعم اللجنة المكونة أساسا من الفصائل، أمرا صعبا”.

كما ,ان إعادة إعمار غزة سيكون أمرا صعبا من دون سلطة يثق بها المجتمع الدولي الذي سيساهم في جهود إعادة غزة إلى الحياة.

وفي حال الرغبة في المصالحة بين الحركتين فإن هناك خلافات أساسية فيما بينهما من بينها صعوبة تحديد المستفيد من عائدات المعابر أو من سيديرها أمنيا.

ولا ننسى أنه ومنذ انتخاب حماس في مطلع عام 2006 لم يشهد القطاع أي تطورا او ازدهارا حيث استمر القطاع في التراجع إلى الوارء وازدات المعاناة كل يوم عن الآخر.

ويرى سكان غزة أنه فُرضت عليهم حرب لم يكونوا طرفاً فيها، ودفعوا بسببها ثمناً باهظا

وعلى حد تعبير البعض فإنهم يعيشوا الآن في مجاعة ولا توجد مياه للشرب حيث يشربون مياه مالحة ويتناولون أطعمة معلبة ويعيشون في خيام يحيط بها البعوض والدود.

وبالنهاية يطرح السؤال نفسه مرة أخرى: حماس ومعاناة من جديد أم حكومة توافق وطني تجلب السلام للمنطقة؟ اعتقد أن الجواب أصبح واضحا.