ليلة غير مسبوقة بتاريخ إسرائيل.. ملثمون يقتحمون معسكرا للجيش والمعارضة تتحدث عن”انقلاب”

ساعات صعبة وغير مسبوقة بتاريخها عاشتها إسرائيل بعد اقتحام محتجين معسكر بيت ليد وسط إسرائيل، احتجاجا على اعتقال جنود من معتقل سدي تيمان في النقب متهمين بالتنكيل بأسير فلسطيني والاعتداء عليه جنسيا.

ووفقا لوسائل إعلام محلية، حاصر نحو 1200 إسرائيلي من أنصار اليمين المتطرف المعسكر ومقر المحكمة العسكرية المتاخمة له، مطالبين بالإفراج عن الجنود المحتجزين، في واقعة أدت إلى توتر سياسي شديد داخل إسرائيلي وصل حد اتهام بعض القيادات لليمين المتطرف بالسعي للانقلاب على الدستور.

وظهر وزير التراث في حكومة نتنياهو عميحاي إلياهو، في أحد الفيديوهات، وهو يشارك المتظاهرين المتضامنين مع المجندين الموقوفين، ودخل وهو يحيي المحتجين.

وتوجه رئيس أركان الجيش هرتسي هليفي نحو المعسكر، بعد شيوع الأنباء عن حصاره، وعلق اجتماعا مع قادة الجيش والأجهزة الأمنية بشأن الحرب في الجبهة الشمالية، وفقا لصحيفة “يسرائيل هيوم”. كما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بسحب قوات من الضفة الغربية، واستدعاء ثلاث كتائب كانت تستعد للقتال في غزة، من أجل حماية المعسكر والمحكمة.

لابيد: “هذا انقلاب”.. وغالانت يطالب نتنياهو بمحاسبة وزراء في الائتلاف

في هذا الوقت، أشار زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين “نتانياهو غائب، بعد اقتحام مليشيات من الملثمين قواعد عسكرية”، وأكد بأن وزراء ونواب في حكومته جزء من “محاولة انقلاب”.

وجاءت هذه الإجراءات بعد البلبلة في التنسيق بين الجيش والشرطة، التي اتهم وزير الدفاع يوآف غالانت وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بمنعها من الحضور للمعسكر وتفريق الجموع التي اقتحمته.

وطالب غالانت الثلاثاء نتنياهو بمحاسبة أعضاء الكنيست (البرلمان) والوزراء الذين شاركوا في اقتحام معتقل سدي تيمان، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.

ووجه غالانت رسالة لنتنياهو قال فيها “أحداث الليلة الماضية تشكل ضررا خطيرا لأمن الدولة ولسلطة الحكومة القائمة من خلال الجيش الإسرائيلي. إن تقديم الدعم والمشاركة الفعالة للمسؤولين المنتخبين في أعمال الشغب في قواعد الجيش الإسرائيلي، مع الإدلاء بتصريحات خطيرة كبار الضباط، هي ظاهرة خطيرة للغاية تضر بالأمن والتكافل الاجتماعي وصورة إسرائيل في عيون العالم ويجب التعامل معها بشكل حاسم وفوري”.

وأضفا “أحثكم على التصرف بقسوة وشدة ضد أعضاء الائتلاف الذين شاركوا في أعمال الشغب وإصدار أمر بإجراء تحقيق فوري لمعرفة ما إذا كان وزير الأمن القومي قد منع أو عرقل عمل الشرطة، رداً على حوادث العنف التي شارك فيها أعضاء من حزبه”.

غضب في الجيش

كما دعا غالانت الشرطة الإسرائيلية إلى “التحرك فورا ضد منتهكي القانون، وأدعو جميع المسؤولين المنتخبين إلى الامتناع عن الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة تجر الجيش الإسرائيلي إلى الساحة السياسية”، ليرد بن غفير، الوزير المسؤول عن الشرطة في منشور على إكس “ارفعوا أيديكم عن جنود الاحتياط”.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتبر أن ما جرى في بيت ليد ضربة لأمن الدولة، وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن هناك غضب في أوساط الجيش بسبب الأحداث تجاه قادة الشرطة لمنعهم عملية اقتحام المعسكر.

في السياق، أوردت القناة 12 أن المحكمة العسكرية في بيت ليد ستعقد جلسة الثلاثاء للنظر في التهم الموجهة إلى الجنود التسعة المعتقلين من معسكر سدي تيمان، وأن الجيش عزز قواته في محيط المعسكر خشية اقتحامه مجددا.

المصدر: مونت كارلو الدولية