زيلينسكي يكشف عن “خطة النصر” ويؤكد رفض التنازل عن أراضي أوكرانيا

كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء، عن “خطة النصر” المرتقبة منذ مدة طويلة لوضع حد للغزو الروسي، رافضا التنازل عن أي أراض، وداعيا لتكثيف الدعم الغربي، بما في ذلك الحصول على دعوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية إضافية لكييف بقيمة 425 مليون دولار بعد ساعات على خطاب زيلينسكي.

وبعدما تصدت للقوات الروسية في بداية الغزو في شباط/فبراير 2022، باتت كييف تواجه ضغوطا متزايدة لإيجاد مخرج، بعدما تعرضت قواتها إلى خسائر ميدانية وفي وقت تكثف موسكو ضرباتها على بنيتها التحتية.

وسيطرت روسيا على قرابة خمس الأراضي الأوكرانية منذ بدأ الغزو، وحولت مدنا وبلدات إلى ركام، فيما قتل آلاف المدنيين.

لكن في خطابه أمام البرلمان في كييف، الأربعاء، استبعد زيلينسكي احتمال تخلي أوكرانيا عن جزء من أراضيها مقابل تحقيق السلام، ورفض أي تجميد للنزاع.

وقال في خطابه أمام النواب حيث رفع علما أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، إن “على روسيا أن تخسر الحرب أمام أوكرانيا. ذلك لا يعني تجميد القتال أو أي مبادلة لأراضي أوكرانيا أو سيادتها”.

وأشار إلى أن الأولوية في “خطة النصر” المكونة من خمس نقاط هي التكامل بشكل أفضل مع حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال إن “النقطة الأولى في دعوة إلى الناتو الآن”، مشيرا إلى أن موسكو تقوض أمن أوروبا منذ عقود، نظرا إلى أن كييف ليست طرفا في الحلف العسكري.

في هذا الصدد، أعلن الأمين العام للحلف مارك روته، أن “خطة النصر” ستناقش في قمة وزراء دفاع دول الناتو التي تبدأ الخميس في بروكسل وتستمر يومين.

وقال روته: “لا شك أنها ستكون على الطاولة هذا الأسبوع”، مضيفا أن “من الواضح” أن الحلفاء يناقشون الخطة التي تدعو إلى زيادة الدعم الغربي، بما في ذلك دعوة أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

الكرملين يراها خطة “عابرة”

ودعا الرئيس الأوكراني حلفاء بلاده الغربيين أيضا إلى رفع القيود على استخدام أوكرانيا للأسلحة بعيدة المدى، ليكون بإمكان كييف استهداف المواقع العسكرية الروسية في عمق روسيا كما داخل الأراضي الأوكرانية المحتلة.

من جهته، سارع الكرملين للتقليل من أهمية خطة زيلينسكي، واصفا إياها بأنها “خطة سلام عابرة”.

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن “خطة السلام الوحيدة الواردة هي أن يدرك نظام كييف مدى عقم السياسة التي يتبعها، ويفهم أن عليه أن يصحو”.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن خطة زيلينسكي تعني “متاعب لأوكرانيا والشعب الأوكراني”.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، إن زيلينسكي “يدفع دول حلف شمال الأطلسي إلى الدخول في نزاع مباشر مع بلادنا”، مضيفة: “إنها بالتأكيد ليست خطة، إنها مجموعة من الشعارات غير المتماسكة… الصادرة عن قاتل من النازيين الجدد”.

طالبت روسيا كييف بالتخلي عن الأراضي التي تسيطر عليها بالفعل في شرق وجنوب أوكرانيا كشرط لمحادثات السلام.

وأعلن الجيش الروسي في أثناء خطاب زيلينسكي أن قواته سيطرت على قريتين أخريين في شرق أوكرانيا، حيث تتقدم بشكل ثابت.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أنه تم “تحرير” قريتي نيفسكي وكراسني يار، فيما نشرت تسجيلا مصورا يظهر أبنية مدمرة في نيفسكي حيث رفعت الأعلام الروسية.

وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن عن حزمة مساعدات عسكرية إضافية لكييف بقيمة 425 مليون دولار، وذلك خلال اتصال مع زيلينسكي قبل اجتماع في برلين مع قادة أوروبيين يخصص لبحث الحرب.

وأضاف: “ستسلم الولايات المتحدة أوكرانيا في الأشهر المقبلة مئات أنظمة الدفاع الجوي لاعتراض الصواريخ، وعشرات أنظمة الدفاع الجوي التكتيكية، وأنظمة مدفعية إضافية، وكميات كبيرة من الذخيرة، ومئات من ناقلات الجند المدرعة ومركبات المشاة القتالية، وآلاف الآليات المدرعة الإضافية”.

وكتب زيلينسكي على إكس أنه تحادث مع بايدن، وشكره على هذه المساعدة التي تشمل “أسلحة بعيدة المدى”.

المصدر: فرانس 24