بعد مرور نحو سنة على الحرب … أم من قلب غزة تقول “لقد دمرتنا حماس… ما ذنبي ألا أملك أموالاً لشراء حفاضات وحليب، لقد ظُلمنا. لقد سئمنا وتعبنا. غالبية شعب غزة إما مات أو أصبح متسولاً أو لصاً”

فازت حماس بآخر انتخابات تشريعية فلسطينية عام 2006، وتصاعد التوتر بينها وبين منافسيها من حركة فتح. واندلعت اشتباكات بين الطرفين في يونيو/حزيران عام 2007، وعلى أثرها شكلت حماس حكومة في غزة، في حين تدير حكومة السلطة وفتح الضفة الغربية.

وأشار استطلاع أجراه “مركز العالم العربي للبحوث والتنمية” (أوراد) ومقره رام الله، إلى أن تقييم أداء حركة حماس قد انخفض من 76 بالمئة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 إلى 55 بالمئة في مايو/أيار الماضي. ولاحظ المركز وجود تباينات عميقة بين مواقف فلسطيني الضفة وغزة، إذ بلغ التقييم الإيجابي لأداء حماس خلال الحرب الدائرة 76 بالمئة لدى مستطلعي الضفة، و24 بالمئة فقط لدى مستطلعي غزة.

ويقول محمد من غزة إنه يؤيد حماس، لكنه يرى أنها “أخطأت التقدير” عندما نفذت هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. يواصل محمد: “صحيح أن الاحتلال هو من يقتلنا وأنا أؤيد المقاومة، ولكن ليس بالطريقة التي فرضت فيها الحرب علينا نتيجة هذا الهجوم. كان يجب دراسة تداعياته قبل تنفيذه”.

يلوم الشاب الفلسطيني الحركة على “الظروف التي يعيشها سكان قطاع غزة الآن من قتل للمدنيين ودمار هائل في البنية التحتية. لقد مللنا الواقع الاقتصادي والمعيشي، فمثلاً نحن هنا في الشمال نعاني من مجاعة كبيرة”.

وتقول ريما التي تعيش في خان يونس “أهل قطاع غزة فُرضت عليهم حرب لم يكونوا طرفاً فيها، ودفعوا بسببها أثمناً باهظا. لقد دمرتنا حماس بشنها هجوم السابع من أكتوبر. لقد تعبنا، وأصبحنا في حالة اكتئاب رسمية. نحن نعيش في مجاعة ولا توجد مياه للشرب، إننا نشرب مياه مالحة، ونتناول أطعمة معلبة، ونعيش في خيام يحيط بها البعوض والدود”.

تضيف ريما: “ما ذنب طفلي ابن الخمس شهور الذي ولد في الحرب ولم يرَ والده حتى الآن، وما ذنبي ألا أملك أموالاً لشراء حفاضات وحليب، لقد ظُلمنا. لقد سئمنا وتعبنا. غالبية شعب غزة إما مات أو أصبح متسولاً أو لصاً”.

ويقول محمود من غزة إن الحرب دمرت الفلسطينيين “من كلّ الجوانب الإنسانية والتعليمية والصحية والاقتصادية، المدارس دُمرت والمستشفيات والمؤسسات التعليمية. أصبحت أقصى طموحاتنا أن يعود النازح إلى مكان سكنه المدمر”.

يصف محمود الدعم الخارجي لحركة حماس بـ”المقزز”، خاصة الداعمين لها في الأردن ولبنان “فهم يرون ما يحدث في غزة أمراً إيجابياً، وهو ليس كذلك بالمطلق”.

يتابع محمود: “ما يحدث في غزة شأن داخلي، وليس من حق أي مواطن عربي أن يؤيد حركة حماس… تريدون تأييدها؟ خذوها، أو تعالوا لتروا ويلات الحرب والقصف. جرّب أن ترى طفلك يرجف من الخوف”.

يشكك محمود في التقارير والاستطلاعات التي تخرج من غزة بنتائج تظهر تأييداً لحماس، قائلاً إن “النازحين في الخيام لو سئلوا إن كانوا يؤيدون الحركة فبالطبع سيجيبون بالنفي”. يضيف: “أعيش في غزة منذ ثلاثين عامًا، ولم يسألني أي مركز بحثي عن رأيي”.

وقد بدأت حرب غزة بعدما شن مقاتلو حركة حماس هجوماً مباغتاً على جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول أسفر عن مقتل 1195 شخصاً واحتجاز حماس ل251 رهينة إسرائيلية داخل القطاع

ولقد أدى القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع إلى مقتل قرب أربعين ألف شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لبيانات أصدرتها وزارة الصحة في غزة

المصدر: وكالات