بعد سيطرتها على مقر قوات الاحتياطي.. الجيش يقصف مواقع “الدعم السريع” في الخرطوم والاتحاد الأفريقي يدعو لوقف القتال

قصفت طائرات الجيش السوداني مواقع الدعم السريع بالخرطوم وأم درمان، وفي حين أعلنت حكومة إقليم النيل الأزرق تصديها لهجوم من قوات “الحركة الشعبية – شمال”، دعا الاتحاد الأفريقي لوقف فوري لإطلاق النار.

وتجددت الاشتباكات صباح اليوم في مناطق بالعاصمة السودانية وتزامنت الاشتباكات مع تحليق مستمر للطائرات الحربية التابعة لسلاح الجو في الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان.

وقال مراسل الجزيرة إن الجيش السوداني قصف بالطائرات الحربية اليوم الاثنين مواقع الدعم السريع بمنطقة شرق النيل شرقي الخرطوم وجنوب أم درمان.

وفي سياق متصل، أقرّ الجيش السوداني اليوم باستيلاء قوات الدعم السريع على مقر قوات الاحتياطي المركزي (شرطة) جنوبي الخرطوم بعد مهاجمته طوال 3 أيام متواصلة.

والاحتياطي المركزي قوات جيدة التدريب، واستطاعت في المدة الماضية التصدي لقوات الدعم السريع في عدد من مناطق العاصمة.

وأضاف البيان أن اقتحام قوات الدعم السريع للمقر يعدّ مخالف للقانون الدولي، مشيرا إلى أن مرافق الشرطة في جميع أنحاء العالم تعتبر مرافق خدمية لا علاقة لها بالعمليات العسكرية.

كما قال الجيش السوداني إن “ما جرى من استهداف لمقار الشرطة ليس انتصارا عسكريا لمليشيا لا تتورع عن ارتكاب جميع أنواع الانتهاكات بقدر ما هو هزيمة أخلاقية وتعدٍّ سافر على مؤسسات الدولة المعنية بحماية المدنيين يستوجب الإدانة والاستهجان”، وفق تعبير البيان.

خط دفاعي متقدم

ووفق مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم، فإن منطقة مقر الاحتياطي المركزي للشرطة تشكل أهمية للدعم السريع، لأن المقر يمثل خطا دفاعيا متقدما للجيش باتجاه منطقتي الشجرة والكلاكلة، وأيضا لأنه يشكل خطا دفاعيا للجيش؛ إذ يقع شمال معسكر طيبة الذي كان تابعا للدعم السريع.

من جانبه، قال مصدر رفيع في الجيش السوداني -للجزيرة- إن القوات التي كانت موجودة في مقر قوات الاحتياطي المركزي انسحبت منه بشكل مدروس، مضيفا أن أكثر من 250 من عناصر الدعم السريع قتلوا في الاشتباكات التي دارت حول المقر.

وكانت قوات الدعم السريع أعلنت مساء أمس سيطرتها على المقر الأمني، ونشرت لقطات لمقاتليها داخل المنشأة وكان بعضهم يخرج صناديق ذخيرة من أحد المستودعات.

وقالت هذه القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) -في بيان- إنها استولت، بعد سيطرتها على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي ومعسكر عوض خوجلي، على كميات كبيرة من المركبات والأسلحة والذخائر.

وما زال الجيش و”الدعم السريع” يتبادلان اتهامات ببدء القتال أولا ثم ارتكاب خروقات خلال اشتباكاتهما المستمرة منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، والتي خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.
اشتباكات في النيل الأزرق

وفي تطور آخر، قال مصدران مطلعان في حكومة ولاية النيل الأزرق ومكتب نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار للجزيرة إن قوات “الحركة الشعبية-شمال” بقيادة عبد العزيز الحلو هاجمت عددا من مواقع الجيش السوداني في خور البودي وديم منصور جنوب مدينة الكرمك.

وأضاف المصدران أن الجيش السوداني تصدى للهجوم، وأشارا إلى استمرار قوات الحركة الشعبية في قصف عدد من المناطق في الولاية.

يذكر أن الجيش السوداني والحركة الشعبية وقّعا اتفاقا لوقف إطلاق النار ظل ساريا على نحو منتظم حتى اندلاع الصراع الحالي في منتصف أبريل/نيسان الماضي.

وتعدّ المواجهات في ولاية النيل الأزرق الأولى من نوعها في الولاية منذ بدء الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

موقف أفريقي

وفي أول تعليق من الاتحاد الأفريقي على خارطة طريق منظمة “إيغاد” لحل النزاع في السودان، أعلن مجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد تأييده بالكامل خطةَ الإيغاد بشأن النزاع في السودان.

وأثنى المجلس على الجهود التي تقوم بها الإيغاد، مؤكدا مطالبته بتجريد العاصمة الخرطوم من السلاح فورا، وبوقف غير مشروط للأعمال العدائية.

كما حذر ممن سماهم “منتهكي القوانين الدولية لحقوق الإنسان” في السودان من أنهم سيحاسبون على أفعالهم.

وأكد مجلس الأمن الأفريقي أن العملية السياسية هي النهج الوحيد للتوصل إلى حل دائم في السودان.

الأوضاع الإنسانية

وبشأن التداعيات الإنسانية، قال أحمد عثمان نائب المفوض العام للعون الإنساني بالسودان إن قرابة 25 مليون مواطن بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

وفي مؤتمر صحفي عقده بمدينة بورتسودان شرقي السودان، أوضح عثمان أن إجمالي عدد النازحين وصل إلى 8 ملايين بينما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نصف مليون.

ولم يتفق الجيش و”الدعم السريع” على هدنة جديدة تشمل أيام عيد الأضحى، وذلك منذ انتهاء آخر هدنة صباح الأربعاء الماضي. ولم تمنع الهدن المتتالية من خرقها من قبل طرفي الصراع.

ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل/نيسان الماضي، قُتل نحو 3 آلاف شخص وأصيب آلاف آخرون، في حين نزح مئات الآلاف إلى أماكن أكثر أمنا داخل السودان وإلى بعض دول الجوار.

المصدر : الجزيرة