المحافظون والإصلاحيون أمام تحدي المرشح النهائي للسباق الرئاسي

تبدو إيران بعيدة غير مهيأة لإجراء الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، في ظل الترقب الذي يسود البلاد بشأن نتائج مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، ورهان إدارة حسن روحاني على رفع العقوبات الأميركية في الأمتار الأخيرة قبل النهاية. ومع ذلك، يقترب كل من المحافظين والإصلاحيين، من تحدي الالتفاف على مرشح نهائي، في ظل تعدد الأسماء المرشحة للدخول إلى معركة الانتخابات في الوقت الحالي.

وكشف المتحدث باسم لجنة «وحدة المحافظين»، منوشهر متكي، أمس، أن رأس السلطة القضائية، إبراهيم رئيسي هو «خيار مؤكد» لهذا التيار في الانتخابات الرئاسية في 18 الشهر المقبل.

وقال متكي: «نحن في لجنة الوحدة توصلنا إلى إجماع بأن رئيسي هو المرشح الأكثر صلاحية، لرئاسة الجمهورية»، وأضاف «نأمل أن يعلن قريباً على لسانه ترشحه للانتخابات ونرى تسجيله»، حسب ما نقلت وكالات إيرانية.

وانتقد متكي محاولات «تخريبية ودعائية» من قبل مجموعات «خاصة» لإعادة تدوير «كذبة» في وسائل الإعلام وشبكات التوصل، «تزعم أن كليبات وبيانات وحدة المحافظين تدعم ترشح رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني»، وقال: «للمرة الأخيرة، فضلاً عن تكذيب هذه الكذبة الكبيرة، والاحترام للاريجاني، أعلن أنه ليس مرشحاً للجنة وحدة المحافظين، تحت أي ظرف». ودعا من يقفون وراء نشر «تسجيلات كاذبة» إلى «التآزر والمودة».

ومن جانبه، توقع الناشط المحافظ، ناصر إيماني أن يدخل كل من سعيد جليلي، ممثل «المرشد» الإيراني في المجلس الأعلى للأمن القومي، ورئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، إلى المعركة الانتخابية في حال رفض رئيسي التجاوب مع رغبة المحافظين في الترشح للانتخابات. ونقلت وكالة «أرنا» عن الناشط أن «جبهة بايداري (الصمود)» المتشددة، قد تدعم جليلي على حساب قاليباف.

ومن جانبه، رفض المتحدث باسم «جمعية رجال الدين المجاهدين»، المحرك الأساسي لمعسكر المحافظين، صحة التقارير عن التفاف المعسكر على ترشح لاريجاني، وقال، غلام رضا مصباحي مقدم، لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «الأولوية دعم رئيسي ولن ندعم لاريجاني».

وقال الناشط المحافظ، حسين كنعاني مقدم لوكالة «إيلنا» الإصلاحية، إن «رئيسي لا يرغب بالترشح للانتخابات الرئاسية»، لافتاً إلى أن لجنة وحدة المحافظين حصلت على برامج انتخابية من جليلي وحسين دهقان مستشار الشؤون العسكرية للمرشد الإيراني، وأمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي والسياسي المحافظ، عزت الله ضرغامي.

وكانت وسائل إعلام قد نقلت عن الناشط المحافظ، محمد رضا باهنر أن لاريجاني «من المحتمل أن يكون مرشح لجنة وحدة المحافظين للانتخابات»، وقال: «لجنة وحدة المحافظين لا ترفض ترشح لاريجاني بنسبة 100 في المائة، إنما ينظرون إلى لاريجاني كغيره» وأضاف «إذا أعلن ترشحه يمكن أن يكون كغيره من المرشحين في لجنة وحدة المحافظين».

ولم يصدر أي موقف رسمي من مكتب لاريجاني بعد حول ارتباط اسمه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية.

وفي غضون ذلك، رأى موقع «خبر أونلاين» المقرب من لاريجاني أن أمام المحافظين «طريقًا طويلًا» للتوصل إلى الوحدة، نظراً لـ«تقاذف» الانتقادات بين أركان التيار، ويرى تحليل الموقع أن رئيسي «نقطة الاشتراك الوحيدة» بين المحافظين.

وفي الجهة المقابلة، يدرس الإصلاحيون قائمة من 14 مرشحاً بهدف التوصل إلى مرشح نهائي لخوض الانتخابات، بحسب قائمة نشرتها ما تسمى بـ«جبهة الإصلاحات».

ويتصدر وزير الخارجية الحالي، محمد جواد ظريف وإسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني والناشط الإصلاحي، مصطفى تاج زاده القائمة الإصلاحية وفق مقترحات الأحزاب والشخصيات الإصلاحية.

تعليقاً على قائمة المرشحين الإصلاحيين، رأت وكالة «تسنيم» أن الإصلاحيين قطعوا خطوة كبيرة للاتفاق على ترشح جهانغيري مع اقتراب موعد تسجيل المرشحين للانتخابات الرئاسية.

وبحسب تحليل الوكالة التابعة لـ«الحرس الثوري»، فإن التسجيل الصوتي من وزير الخارجية والجدل الذي أثاره بسبب تصريحاته عن الجنرال قاسم سليماني، «خفض من حظوظه ليكون مرشحاً أساسياً للإصلاحيين».

وأعلن النائب الإصلاحي السابق، محمود صادقي، أمس ترشحه للانتخابات الرئاسية، ذلك بعد نحو عام من رفض طلبه للترشح في الانتخابات البرلمانية، من قبل مجلس صيانة الدستور الذي ينظر في طلبات الترشح.

المصدر: الشرق الأوسط