الجزائر تتهم المغرب بـ”الاعتداء” على ممثل “البوليساريو” في قمة “تيكاد” بطوكيو

بعد الأحداث التي صاحبت الاجتماع التحضيري لقمة تيكاد في اليابان، والتي وصلت إلى حدّ الاشتباك الجسدي بين ممثلي المغرب وجبهة البوليساريو والجزائر، قالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية إن “المشاركين في الاجتماع الوزاري لندوة طوكيو الدولية حول التنمية في أفريقيا، أكدوا في بيان مشترك شرعية مشاركة الجمهورية الصحراوية، باعتبارها دولة عضواً في الاتحاد الأفريقي، وأن من “حق جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي المشاركة في اجتماعات الشراكة بين أفريقيا واليابان”.

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، فإن عبارة “الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي”، المدرجة في الفقرة الأولى من هذا البيان المشترك، تدل على أن “سعي المغرب إلى إقصاء الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لم يجدْ صدى بين المشاركين”. وكان المغرب، حسب المصدر ذاته، البلد الوحيد الذي أبدى تحفظات على عبارة “الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي”.

وبحسب الوكالة الجزائرية، “فأمام فشل المغرب في إدراج صيغته المفضّلة الرامية إلى جعل مشاركة الجانب الأفريقي تقتصر على الدول المعترف بها من طرف الأمم المتحدة، لم يكن أمام المغرب خيار آخر سوى الانسحاب من الإجماع العام الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع طوكيو بشأن مسألة المشاركة”.

وبحسب الوكالة، التي تعبّر عن الخط الرسمي، فإن “الأمر يتعلق هنا بفشل آخر للدبلوماسية المغربية التي وجدت نفسها معزولة تماماً في محاولة إقصاء الجمهورية الصحراوية”. وأضافت أن أي بلد أفريقي من الذين يعتبرهم المغرب “حلفاء تقليديين”، لم يرَ “ضرورة مساعدة الوفد المغربي في هذه المسألة، بل ومن المؤكد أن هؤلاء منزعجون من السلوك المغربي”.

وكان ممثل البوليساريو محمد سيداتي، قد شارك في اجتماع الوزراء، وكان مرفوقاً بالممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الأفريقي، لامين باعلي، الذي تعرض لاعتداء في اجتماع الخبراء قبل ذلك بيوم، من قبل دبلوماسي مغربي، قبل أن يتدخل ممثل عن الجزائر، وهي المشاهد التي وثّقها فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل.

وما ظهر في هذا الفيديو أن ممثل المغرب ارتمى بكامل جسده على الطاولة محاولا إزالة يافطة كتب عليها “الجمهورية العربية الصحراوية” الموضوعة على الطاولة، قبل أن يتدخل دبلوماسي جزائري ويبعده بقوة عن الطاولة، ليتدخل الأمن ويضبط الأمور. وشهدت تلك الواقعة ملاسنات بين الأطراف الحاضرة، سببها رفض الطرف المغربي لمشاركة “البوليساريو”، وتمسك الأخيرة بالحضور باعتبارها دولة عضواً في الاتحاد الأفريقي.

ووفق ما تداولته الرواية المغربية، فإن ممثل الوفد الصحراوي وضع يافطة “الجمهورية الصحراوية”، خلافاً للوحات الرسمية الموضوعة سلفاً من منظمي المؤتمر أمام ممثلي الوفود المعتمدة، ما حدا بممثل المغرب للتدخل من أجل إزالتها. وذهبت هذه الرواية إلى اتهام الحكومة الجزائرية بإدخال ممثل جبهة البوليساريو، لامين باعلي، السفير لدى الاتحاد الأفريقي، كعضو في وفدها.

في المقابل، قالت “البوليساريو” في روايتها إنه رغم أن اليابان لا تعترف بالجمهورية الصحراوية إلا أنه في مثل هذه اللقاءات بين دولة ما والاتحاد الأفريقي، يتم إعداد اللقاء بمشاركة الطرفين، ومن ثم فإن اللجنة الأفريقية هي التي تدعو الدول الأعضاء للمشاركة.

ووفق رواية ” البوليساريو” فإن “اليابان أبدت موقفها للدول الصديقة لها، بأنها لن تقدم دعوة للصحراويين كدولة، واقترحت إدراج وفد الصحراويين ضمن وفود أخرى، الأمر الذي تم رفضه مطلقاً لأن الجمهورية الصحراوية عضو كامل الحقوق في الاتحاد الأفريقي”.

وبحسب الرواية نفسها، وبعد مشاورات، اقترحت طوكيو أن “يدرج وفد “البوليساريو” مع وفد اللجنة الأفريقية، وأن يكون فقط علم الاتحاد الأفريقي هو العلم الوحيد المتواجد في القاعة، ولا تسمح لأي دولة كانت بوضع علمها في القاعة. فقط العلم الياباني والاتحاد الأفريقي. وقد تم قبول الفكرة من البوليساريو والدول الأفريقية الصديقة لها، وعليه تم منحهم بطاقات المشاركة ضمن هذا الإطار، ولم يدخلوا خلسة، كما تقول الرواية المغربية”.

ووفق الرواية نفسها، وبما “يخص اللوحة التي تحمل اسم الجمهورية الصحراوية، فقد رفضت اليابان فعلا توفيرها، لكنها قالت إنها تقبل أن توفرها اللجنة الأفريقية وستتعامل معها بصفة طبيعية. وقد تم ذلك بالتنسيق مع الصحراويين واللجنة الأفريقية، وما قام به ممثل البوليساريو في هذا المجال هو بموافقة اللجنة الأفريقية، وليس مبادرة منه أخرجها من محفظته.. وأن اليابانيين قد أخبروا المغاربة بكل هذه الإجراءات قبل انطلاق أشغال الخبراء”.

المصدر: القدس العربي