إثيوبيا: نزوح أكثر من 11 ألف شخص نحو السودان هربا من النزاع في إقليم تيغراي

نزح أكثر من 11 ألف إثيوبي نحو شرق السودان نتيجة النزاع الدائر في منطقة تيغراي شمال البلاد، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن الوكالة السودانية للاجئين. وأوقفت أديس أبابا 17 عسكريا بينهم جنرال تتهمهم بمحاولة “تدمير الجيش من الداخل” لصالح جبهة تحرير شعب إقليم تيغراي.

دفعت المعارك في منطقة تيغراي الإثيوبية بأكثر من 11 ألف شخص إلى اللجوء خلال الساعات الـ48 الأخيرة باتجاه شرق السودان الحدودي مع تيغراي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير الوكالة السودانية للاجئين السر خالد في ولاية كسلا الحدودية.

وقال مصدر حكومي سوداني لوكالة “سونا” إن عدد اللاجئين الإثيوبيين في السودان مرشح للارتفاع إلى 200 ألف.

توقيف 17 عسكريا بينهم جنرال بتهمة “الخيانة”

ونقلت “فانا بي سي” عن الشرطة الإثيوبية الأربعاء توقيف 17 عسكريا بينهم جنرال يترأس قسم الاتصالات بتهمة “الخيانة” لصالح قوات تيغراي.

وكتبت الشبكة الإعلامية على موقعها نقلا عن الشرطة أنهم “أوقفوا لتجهيزهم أرضية ملائمة لهجوم للمجلس العسكري” الحاكم في تيغراي “ضد قوى الدفاع الوطني”.

ولم يُربط بشكل مباشر بين التوقيفات والهجومين الأولين التي تتهم الحكومة قوات تيغراي بشنهما ضد قاعدتين تابعتين لقيادة الشمال في الجيش الفدراليي.

لكن أشارت “فانا بي سي” إلى أن العسكريين متهمون “بقطع شبكة الاتصالات بين قيادة الشمال والقيادة المركزية” للجيش.

المسؤول العسكري الكبير السابق الجنرال باشا ديبيلي الذي اُستدعي لتعزيز صفوف الجيش مع بداية العملية في تيغراي، نسب الأربعاء الهجومين إلى “أعضاء يتحدرون من تيغراي كلفتهم جبهة تحرير شعب تيغراي بمهمة تدمير الجيش من الداخل”.

وأضاف الجنرال ديبيلي لدى زيارته قواعد لقيادة الشمال في تيغراي أن “كل الاتصالات مع القيادة المركزية قُطعت (…) كان ذلك عملية تخريب داخلية”، وشدد على عدم انشقاق أي وحدة عسكرية للالتحاق بـ”جبهة تحرير شعب تيغراي” عكس ما أكدت هذه الأخيرة.

وتحدث المسؤول العسكري عن وقوع خسائر في صفوف المعسكرين المتنازعين، دون أن يقدم تفاصيل حولها.

ودعت بلدية أديس أبابا إلى تنظيم ثلاثة أيام من “المظاهرات السلمية” اعتبارا من الخميس دعما للجيش الإثيوبي ترافقها حملة تبرع بالدم والمال.

“الناس بصدد تخزين الغذاء”

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أنها تمكنت من التواصل مع أحد سكان ماكيلي، وهي “عاصمة” تيغراي، إذ أكد سماع دوي ضربات جوية وطلقات بطاريات دفاع جوي قرب المدينة السبت والأحد، لكنها توقفت منذ ذلك الحين.

وأضاف أن في ماكيلي “لا تعمل الاتصالات السلكية واللاسلكية وأقفلت البنوك والإدارات الفيدرالية (…)، لكن المؤسسات الإقليمية تعمل بشكل عادي”.

وأوضح أن “المتاجر مفتوحة وأعيد فتح سوق المدينة والناس بصدد تخزين الغذاء”، وأشار إلى أن سيارات الأجرة تتجول بصعوبة بسبب نقص الوقود.

وكانت “جبهة تحرير شعب تيغراي” تتمتع بسلطة كبيرة خلال نحو ثلاثة عقود قادت خلالها المؤسسات السياسية والعسكرية في إثيوبيا، وهي تتهم أبي باستبعادها تدريجيا من السلطة منذ صار رئيسا للوزراء عام 2018. ونظمت الجبهة انتخابات إقليمية في أيلول/سبتمبر اعتبرتها أديس أبابا غير شرعية.

وكان آبي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، أكد الثلاثاء أن العمليات العسكرية في تيغراي على وشك الانتهاء، وأنها تهدف أساسا إلى نزع سلاح السلطات الإقليمية وتنصيب “سلطة شرعية في المنطقة”.

المصدر: فرانس 24